هل سمعتُم بِبوابة الجنّة؟ توجّهوا معنا إلى وادٍ في الفلبّين يُشبه مواقع تصوير أفلام الرّعب

شاركوا المقال

لا شكّ أنّ رؤية توابيتَ لا تُدفن تحت الأرض أمرٌ مُحيّر ومُرعب...

فكيفَ إذا كانَت جُثث هذه التّوابيت تُربط بالكَراسي قبل دفنِها؟!

من المُتعارف عليه أنّ بعض النّاس يُحبّون أخذ الحُليّ والمُجوهرات والمُمتلكات معهَم إلى "العالم الآخر"، ولكنّ طريقة الدّفن التي يتّبعها هذا الشّعب لا تُشبه المألوف أبدًا!

وقد أسفرت هذه التّقاليد الغريبة عن صُنع معلمٍ فريد من نوعه، إذً حوّل واديًا سحيقًا إلى مكان يُشبه فيلم الرّعب. تعرّفوا على "التّوابيت المُعلّقة" في أحد مُقاطعات الفلبّين!

التوابيت المعلّقة
التوابيت المعلّقة

ما هي التّوابيت المُعلّقة؟

في مُقاطعة جبل ساجادا في شمال الفلبّين، وبالتّحديد في الوادي المشهور باسم "وادي الصّدى"، تتدلّى مئات التّوابيت الخشبيّة المُعلّقة بشكلٍ غريبٍ ومُخيف.

تُربط هذه التّوابيت وتُثبّت على جوانب المُنحدرات أو داخل الكهوف، ويبلغ طول مُعظمِها مترًا واحدًا فقط.

ترتبطُ هذه الظّاهرة المُريبة بطقوسٍ تُجسّد تاريخ شعب الفلبين وإيمانَه القديم. تابعوا المُطالعة لنفكّ سويًا شيفرة هذه التّوابيت ونفهم أسباب وجودِها!

من أين أتت هذه التّوابيت؟

يتّبع شعب "الإيغوروتس" في الفلبّين طقوس دفن لا تُشبه تِلكَ المُتعارف عليها أبدًا.

يقوم بعض كبار السنّ بنحتِ توابيتِهم وتحضيرِها مُسبقًا، وإذا كانوا عاجزين أو مرضى، يُساعدهم في ذلك أفراد عائلاتِهم.

وبعد الوفاة، تُربط الجثّة بكُرسيّ وتُغطّى ببطّانيّة، ثمّ تُترَك قليلًا في منزل الأهل كي يودّعوها ويُقدّموا احترامَهَم لها.

تفترق الجثّة بعد ذلك عن الكُرسيّ وتُنقل إلى تابوت ضيّق حيثُ تُثبّت في وضعيّة الجنين.

ينطلقُ موكب أهل المُتوفّى إلى الوادي، ولكن بدل أن يدفنوا التّابوت تحتَ الأرض، يتسلّق الشّباب جانب المُنحدر أو يمشون إلى داخل الكهف ويُعلّقون التّابوت هُناك!

يُمارَس هذا التّقليد منذُ أكثر من ألفَي عام، واللّافت أنّه عندما تُصبح التّوابيت قديمة، فإنّها تسقطُ في النّهاية من مواقِعِها غير المُستقرّة. فما السرّ وراء هذه العادة الغريبة؟

الإيمان القديم

قبل أن يطأ الإسبان أراضي الفلبّين، لم يكُن النّاس يؤمنون بالمسيحيّة بعد، فعبدوا الطّبيعة وقِواها والأرواح وبجّلوا الأموات كثيرًا.

ولهذا السّبب، كان الشّعب يُعلّق التّوابيت في المُرتفعات لاعتقادِهم أنّه كُلّما عَلا مكان الموتى عن الأرض، زادَت فرصة وصول أرواحهم إلى الطّبيعة وآلِهَتِها.

يعتقد النّاس أيضًا أنّ مكان التّوابيت المُرتفع سيُساعد الموتى على التّواصل بسهولة مع أجدادِهم الرّاحلين، وسيُسهّل لهم تجاوز الدّنيا إلى العالم الآخر بِسَلام.

كما أنّ تثبيت الجُثث بوضعيّة الجنين له دلالتُه أيضًا، إذ يُؤمِن هؤلاء النّاس أنّ هذه الوضعيّة ترمز إلى حياة جديدة، ويجب على الإنسان أن يغادر العالم بنفس الوضعيّة الّتي دخل فيها إليه.

وفي يومنا هذا، لا تزال قلّة قليلة من هذا الشّعب تُنفّذ هذا التّقليد القديم، أي أنّ هذه المُمارسة تحتضر ببطء.

زيارة وادي الصدى

إذا نوَيتُم زيارة هذا المعلم الغريب، ستبدَؤون المسير إلى وادي الصّدى من كنيسة "سانت ماري"، وهي كنيسة بناها المُبشّرون الأميركيّون الذين وصلوا إلى الفلبّين في القرن الماضي.

بعد ذلك، ستشقّون طريقكُم وصولًا إلى الوادي حيثُ تقبع التّوابيت، ويُمكنكُم حينَها التمعّن في هذا المنظر المُخيف وتفحّص النّعوش عن قرب.

إنّ التّوابيت المُعلّقة ليسَت المنظر الوحيد الّذي يُمكِنُم رؤيته في هذا الوادي، فهُوَ موطن لمشاهد طبيعيّة خلّابة تُزيّنُها مدرّجات الأرز والكهوف الجيريّة والشّلّالات المُذهلة.

صدّقوا أو لا تُصدّقوا، يقصدُ البعض هذا المكان من أجل الهَرب إلى أحضان الهُدوء والصّراخ لتنفيس غضبِهم!

هل تخافون من زيارة التّوابيت؟

للأسف، نادرًا ما تُنظّم الرّحلات السياحيّة إلى وادي الصّدى، ولكنّ الوصول إليها بالطّبع ليسَ مُستحيلًا. طالعوا هذه المعلومات المُفيدة إذا أردتُم الذّهاب إليه:

  1. يُمكنكُم استئجار دليل سياحيّ محليّ مقابل 200 بيزو فلبّيني (حوالى 4 دولار أميركيّ) فقط.
  2. من باب إظهار الاحترام، لا تلمسوا التّوابيت أبدًا ولا تمشوا تحتَها.
  3. لا تزوروا الموقع في فصل الشّتاء، لأنّ طرق الوصول إليه قد تُصبح خطِرة.

نشكركُم أصدقاءنا على مُطالعة مقالات شنطة سفر. ما رأيكُم بِدوافع بناء هذه التّوابيت؟ وهل تجرؤون على زيارتها أم لا تُحبّذون ذلك؟ شاطرونا آراءكُم في خانة التّعليقات!

شاركوا المقال

كيف وجدتم مقالنا؟


أكثر المقالات قراءة