ما علاقة بُركان ببُحيرة من ألماس في الأرجنتين؟ اكتشفوا سرّ هذا المعلم من هُنا!

شاركوا المقال

تعرّفوا إلى بُحيرة ساحرة ولكن لا يسكن فيها سوى طيور الفلامينجو وبعض الكائنات الدّقيقة الغريبة!

عادة ما تكون البُحيرات نقاطًا عذبة تضجّ فيها الحياة البرّية ويتمركز حولَها الإنسان ليستفيد من مِياهِها...

ولكنّ البُحيرة الّتي سنتناول الحديث عَنها اليوم عكس ذلك تمامًا، فهي بعيدة عن الأنظار ولا يقربُها أحد من الحيوانات ولا يستفيد مِنها الإنسان... فما السّبب في ذلك؟ هل هو البُركان المُجاور؟ أم أنّ لذلك سببًا آخر؟

ندعوكُم إلى جولة افتراضيّة إلى "بُحيرة لاغونا ديل ديامانتي" في الأرجنتين لتنالوا الجواب.

بُركان مايبو

ما هي "بُحيرة لاغونا ديل ديامانتي"؟

إنّ "بُحيرة لاغونا ديل ديامانتي" هي بُحيرة شفّافة مخفيّة في قلب جبال الأنديز، وتقعُ تحديدًا في جنوب غرب مُقاطعة مندوزا في الأرجنتين.

تشكّلت البُحيرة بعد أن توقّف تدفّق حُمم بُركان "مايبو" المُجاور في عام 1826. تنعكس صورة البُركان على مياهِ البُحيرة، فترسُم شكلًا ماسيّا جميلًا أعطى البُحيرة اسم "لاغونا ديل ديامانتي" الذي يُترجم إلى "بُحيرة الألماسة".

تعد الُبحيرة واحدة من أهمّ المحميّات الطّبيعيّة في أمريكا اللّاتينية، وواحدة من المعالم الطّبيعيّة الرّئيسة في ميندوزا.

أُعلنت تلك المنطقة مَحميّة طبيعيّة في عام 1995، وهي تضمّ 13 ألف هكتارًا تشملُ البُركان والبُحيرة وقسمًا من جبال الأنديز.

مياه البُحيرة القاتلة

يظنّ العُلماء أنّ تركيبة هذا المكان مُشابهة تمامًا للأرض في أوّل أيّامِها، ويأملون أن يُساعدهم ذلك على اكتشاف كيف بدأت الحياة في هذا العالم.

إلّا أنّ هُناك الكثير من الأسباب لانعدام الحياة في بُحيرة "لاغونا ديل ديامانتي"، فالبُحيرة بأكملِها تستقرُّ فوق فتحات غاز الكبريت، ما جعلها غنيّة بالغازات السّامة الخطِرة.

كما تحتوي تركيبة مياه البُحيرة على نسبة عالية جدًا من الملح (أكثر ملوحة من مياه البحرِ بخمس مرّات!)، إضافة إلى نسبة مُرتفعة من الزّرنيخ جعلتها غير صالحة للشّرب على الإطلاق.

وعدا عن تركيبتها السّامة، تتواجد البُحيرة على ارتفاع 3200 مترٍ فوق سطح البَحر، ما يكثّف أشعّة الشّمس فوق البنفسجيّة ويخفضّ نسبة غاز الأُكسيجين.

هل يعيش أحد في البُحيرة؟

نظرًا لمُناخها وظُروفِها المُتطرّفة، كانت مُفاجأة كبيرة للعُلماء الأرجنتينيّين اكتشافهم سربًا من طيور الفلامنجو الورديّة التي تعيشُ حول البُحيرة، إضافة إلى عثورِهم فيها على أنواع مُختلفة من الأسماك.

يعتقدُ العُلماء أنّ هذه الطّيور تتغذّى على كائنات حيّة دقيقة تنمو على صخور المنطقة، ولكنّ اللّغز الأكبر هو وجود مُركّب بلّوري معدنيّ أحمر على الصّخور، ولكنّ أصله وهويّته لا يزالان مجهولَين حتّى الآن.

ماذا عن السّياحة هناك؟

من المُدهش كيف أنّ مكانًا بعيدًا ووعرًا كهذا يُمكنه أن يُقدّم مجموعة واسعة من النّشاطات، ومن أبرزِها المشي الطّويل والتنزّه على الممرّ الجلبيّ المُؤدّي إلى البُحيرة، مع ما يُرافق ذلك من مناظر طبيعيّة رائعة وهادئة.

كذلك تتوفّر الرّحلات اليوميّة الّتي تتميّز بركوب الخيل وتسلّق الجبال وغير ذلك من الرّياضات الطّبيعيّة.

يُمكنكُم أيضًا التخطيط لرحلة أطول إذا كُنتم من مُحبّي الصّيد، ثمّ اختتام هذه التّجربة بالتّخييم تحت النّجوم التي ستبدو لكُم أقرب بكثير من المُعتاد!

أيّ نصائح قبل الرّحلة؟

نؤكّد عليكُم أنّه من الضّروريّ الاستعداد بشكل كبير قبل زيارة هذا المكان الاستثنائيّ، لذا ألقوا نظرة على هذه المعلومات لعلّها تكون ذات فائدة لكم:

  1. إنّ طقس المنطقة باردٍ على مدار السّنة، لذا أحضِروا معكُم معطفًا دافِئًا وحذاءً مُريحًا.
  2. لا يُمكنكُم الوصول إلى البُحيرة إلّا بين شهرَي ديسمبر ومارس، فالظّروف الجويّة قاسية، وقد تسدّ العواصف الثّلجيّة طرقات الوصول.
  3. لا توجد وسائل نقل عام توصلكُم إلى المنطقة، لذا نظّموا رحلتكُم بمُساعدة وكالة سياحيّة مُتخصّصة.

نشكركُم أصدقاءنا على مُطالعة هذا المقال! هل تودّون زيارة مكان مُرتفع وبعيد كهذا يومًا ما؟ وما برأيكُم سرّ هذه المَعادن الخفيّة على صخور البُحيرة؟ نحن مُتلهّفون لقراءة تعليقاتكُم لنا أدناه.

شاركوا المقال

كيف وجدتم مقالنا؟

[WPAC_LIKE_SYSTEM]

أكثر المقالات قراءة