
شاركوا المقال
هل هذا المعلم هو جذع عملاق؟ أم بقايا بُركان؟ أم غير ذلك؟
قد يبدو معلم اليوم كما لو أنّه شقّ الأرض وخرج مِنها، ولن نُخفي عليكُم، قد تكون الحقيقة قريبة جدًا من هذا السّيناريو!
وفي هذا المقال، سنُشارك معكُم الأسرار المُخبّئة التي يحملها هذا المعلم ذو الشّكل الغريب، والأساطير المُختلفة الّتي تحوم حوله: تعرّفوا معنا على "بُرج الشّيطان" الذي يقف بهيبة في طبيعة الولايات المُتّحدة الأميركيّة...

ما هو "برج الشيطان"؟
يقعُ برج الشّيطان في شمال شرق ولاية وايومنغ في الولايات المُتّحدة الأميركيّة، وهو بُرج صخريّ طبيعيّ على شكلِ جذعٍ ضخم تدور حولَه أغرب الأساطير والحكايات.
يبلغ طولُ هذه الصّخرة 264 مترًا، ويبلغ ارتفاعُها عن مُستوى سطح البحر 1558 مترًا.
إضافة إلى ارتفاعه المهيب، يتميّز البُرج بقمّة واسعة أيضًا، إذْ تبلُغ مساحتُها تقريبًا ما يُقارب مساحة ملعب كُرة قدم!
إنّ هذا البُرج هو جُزء من أوّل نُصب وطنيّ رسميّ في الولايات المُتّحدة الأميركيّة الّذي أعلن عن إنشاءه الرّئيس ثيودور روزفلت عام 1906.
يُعدّ بُرج الشّيطان أحد أبرز العجائب الجيولوجيّة الغريبة في البلاد، وموطنًا للحياة البرّية المُميّزة ومقصدًا لمُحبّي التسلّق. ولكن يبقى السّؤال الأبرز: لماذا أطلق عليه هذا الاسم؟ تابعوا المُطالعة لِنُبيَّن لكُم التّفاصيل...

هل كان هذا البُرج بُركانًا؟
لا يزال الجيولوجيّون يُحاولون فهمَ سرّ تشكّل بُرج الشّيطان، وتتعدّد النّظريات في تفاصيل ذلك.
يدّعي البعض أنّ البُرج هو بُركان قديم، ولكنّ العُلماء يُرجّحون أنّ هذا البُرج تشكّل أوّلًا تحتَ الأرض من الصّخور المُنصهِرة منذ حوالى 50 مليون سنة، ثُمّ أصبَحت هذه الصّخور صَلبة عندما اندفعت نحو الصّخور الرّسوبيّة.
ومن خِلال عمليّة التّعرية، وعلى مدى 5-10 مليون سنة، تآكلت الصّخور الرّسوبيّة، وكُشِف عن الصّخرة التي تُشبه البُرج، بلونَيها الرّماديّ والبُرتقاليّ، وأصبحت تقف بالشّكل الظّاهر للعَين الآن.

"برج الشّيطان" أم "منزل الدُّب"؟
كان بُرج الشّيطان مكانًا مُقدّسًا للقبائل الهنديّة الأصليّة، وقد سَردوا عنه كثيرًا من الأساطير، ولكنّ أبرَزَها هي التّالِية:
تقول الأسطورة أنّ دُبًّا عملاقًا طارَد سبعَ شابّات هنديّات في الغابة، فهَرَبنَ منه إلى أن وصلوا إلى صخرة مُنخفضة الارتِفاع، فصَلَّينَ بصوتٍ عالٍ إلى إلَهِهِنّ كي يُنقِذّهُنّ من هذا المأزق.
استُجيبَت دعوة الفتيات، فارتفعت الصّخرة المُنخفضة إلى أعلى، رافعة الفتيات نحو السّماء.
غضِبَ الدُبّ وحاول الإمساك بالفتيات، فحاول تسلُقَ الصّخرة العملاقة، تارِكًا آثار مخالِبِه علَيها، وهذا هو السّبب في ظهور خطوطٍ طوليّة على الصّخرة والّتي لا نزال نراها حتّى اليوم.
ولهذا السّبب سُمّى هؤلاء السُكّان البُرجَ بـ"منزل الدُبّ"!
أمّا عن اسم "بُرج الشّيطان"، فقد اقترَحه "العقيد ريتشارد إيرفينغ دودج"، وهو قائد بعثة الجيولوجيا التي كُلّفت بدراسة الموقع عام 1875.

تسلّق نحو السّماء
يحظى بُرج الشّياطين بشعبيّة كبيرة بين عُشّاق تسلّق الصّخور، وهو أحد أشهر أماكن التسلّق في الولايات المُتّحدة.
يتكوّن هذا البُرج من شُقوق مُوازية وأعمدة سُداسيّة ضخمة، ما يجعلُه موقعًا مُناسِبًا يتدفّق إليه المُتسلّقون حاملين معهُم المعدّات المُناسبة.
وقبل التسلّق، يستمتِعُ الزُّوّار بمسارات النّصب الوطنيّ ومظاهرِه الطّبيعيّة الخلّابة، إضافة إلى اكتشافِهم الحياة البرّية والحيوانات كالسّناجب والطّيور والغِزلان.
يختتم المُتسلّقون رحلتهم بالتّخييم على سطح البُرج، ما يُمكّنُهم من مُشاهدة نجوم السّماء وحركتِها بوضوح.

تودّون زيارة بُرج الشّيطان قريبًا؟
إذا كُنتم من مُحبّي التسلّق والطّبيعة وأثار اهتمامَكُم هذا البُرج الغريب، نعتقدُ أنّكُم ستجدون بعض النّصائح المُفيدة في هذه القائمة:
- أثناء زيارتكُم مُنتزه النّصب الوطني، لا تلمِسوا أيّ قطعٍ أثريّة دينيّة ولا تُحاوِلوا تحريكَها من مكانِها.
- احترامًا لاحتفالات الأميركيّين الأصليّين وقيامِهم بنشاطات دينيّة حول البُرج، يُغلق هذا المعلم أبوابَه أمام المُتسّلّقين في شهر يونيو.
- إنّ أفضل وقت للتسلّق هو بين شهري أغسطس ومارس، لأنّ الجُزء الغربيّ يُغلق أمام المُتسلّقين بين شهرَي مارس ويوليو أيضًا بسبب كثافة الصّقور.
شكرًا لكُم على مُطالعة مقالنا حول برج الشّيطان! ما رأيكُم بهذه الأعجوبة الجيولوجيّة؟ وهل تُؤيّدون أن يكون اسمها "برج الشيطان" أم "منزل الدُّبّ"؟ شاركونا آراءكُم!
شاركوا المقال
كيف وجدتم مقالنا؟