
شاركوا المقال
حفلات موسيقيّة ليليّة في متحف للنّباتات؟ يبدو هذا الأمر غريبًا وخارجًا عن المألوف...
للحفلات اللّيلية عادة مكانُها الخاصّ، كما أنّ عالم الزّهور والنّباتات يتميّز بالهدوء والسّلام والصّفاء، فكيف جُمع هَذان المُتناقضان في مكان واحد؟
تحمل لكُم "حديقة برلين داهلم النّباتيّة" الإجابة على هذا السّؤال، فهي تُعرف بمَشروع "العالم في حديقة واحدة"، وتعد موقعًا لافتًا يزوره الآلاف من عشاق النباتات والزهور. طالعوا هذا المقال وادخلوا إلى هذا العالم الغريب!

ما هي "حديقة برلين داهلم النباتية"؟
إنّ حديقة برلين داهلم النّباتيّة هي واحدة من أكبر الحدائق وأكثرها ثراءً في العالم، وهي تقع في جنوب غرب العاصمة الألمانيّة برلين.
تمتدّ هذه الحديقة على مساحة 50 هكتارًا، وتحتوي على أكثر من 20 ألف نبتة من أصول من مُختلف أنحاء العالم (إفريقيا وأستراليا وشرق آسيا والمناطق الاستوائية وحوض البحر الأبيض المتوسط).
تجذب الحديقة حوالى نصف مليون زائر كُلّ عام بسبب غناها الطّبيعيّ الباهر ونشاطاتِها الواسعة في فصلَي الصّيف والشّتاء.
من بنى هذه الحديقة الضّخمة؟
في القرن السابع عشر، بنى الملك الألمانيّ حديقة برلين داهلم النباتيّة، ولكنّها كانت مُجرّد حديقة مطبخ تُمثّل امتدادًا للقصر الملكيّ، واستخدمت لزراعة الخُضار والزّهور والنّباتات الطّبيّة.
تدهورَ حال الحديقة بعد ذلك، ولكن أُعيد ترميمُها بعد عام 1801 من قبل عالم النّبات "كارل لودفيج ويلدينو".
وفي نهاية القرن التّاسع عشر، ووفقًا لخُطط المُهندس المعماريّ "ألفريد كورنر" وتحت إشراف مدير الحديقة "أدولف إنجلر"، طُوّرَت هذه الحديقة أكثر فأكثر، وذلك بهدف إيواء النّباتات الغريبة والنّادرة التي وصلَت إلى ألمانيا من مُستعمراتِها حول العالم.
وأٌلحق بالحديقة أيضًا المتحف الملكيّ، وأصبحَت حديقةً عامّة تستقطبُ الزُّوّار وتحتضن الدراسات والأبحاث الموسّعة عن علم النّبات.

كُلّ ما يخطر على البال!
تُقسم هذه الحديقة إلى ثلاثة أقسام: المَشتل الذي يحتوي على مجموعة واسعة من الشُجيرات والورود، والمعرض الذي يحتوي على النّباتات القادمة من مُختلف أنحاء العالم، والقسم المُنظّم المُخصّص لدراسة علم النّبات.
تمنحُ الحديقة زائريها تنوّعًا هائلًا من النّباتات العشبية والطّبّيّة والنّباتات المائيّة والمُستنقعات وبساتين الفاكهة والكروم المُزهرة والمشاتل التي تضمّ أشجارًا أميركيّة وحديقة إيطاليّة ساحرة... يطول تعداد مُحتويات الحديقة، ولكنّها باختصار تحتضنُ كُلّ ما يخطر على بالكُم من النّباتات وأكثر!
تضمّ الحديقة أيضًا 15 بيتًا زُجاجيًا عملاقًا تُسمّى بـ"الدّفيئات"، وهي التي تُساعد على الحفاظ على النّباتات النّادرة (كالأصناف الآكلة للّحوم!) القادمة من أنحاء العالم والمُهدّدة بالانقراض.
تُحاط هذه البيوت بممرّات مُتعرّجة تسمح للزّوّار بالتنقّل بينها والاستمتاع بسحر نباتاتِها وورودِها واستكشافها بسهولة تامّة.
المتحف النباتي
تُعدّ الحديقة النباتية في برلين أيضًا موطنًا لمتحف مُخصّص لعلم النبات، وهو المتحف الوحيد من نَوعه في وسط أوروبا.
يُقدّم هذا المتحف النّباتيّ معارف علميّة مُثيرة للاهتمام عن النّباتات، ومن الأمثل على ذلك: التّعرّف إلى النّباتات المُقدّمة إلى مقابر الفراعنة المصريّين!
وجهة للمعرفة... والسّهر!
تُوفّر مجموعة الجولات المُتاحة في الكثير من أيّام السّنة فرصة لبِناء نظرة أعمق عن هذه الحديقة وأهميّتها ورمزيّتها، وتُقدَّم هذه الجولات باللّغتَين الإنجليزيّة والألمانيّة.
من اللّافت أنّ هذه الحديقة تفتح أبوابها في بعض الأمسيات الشّتويّة لاستضافة احتفالات بلياليها الاستوائيّة، حيث يُمكن للزوّار الهروب من جوّ الشّتاء للاستمتاع بالموسيقى والكوكتيلات تحت ظلّ الأشجار.
تستمرّ هذه الحفلات حتّى في فصل الصّيف، وهي تتصدّر التّصنيفات الشّعبيّة للزوّار.
ومن أروع ما يتميّز به هذا المكان هو "حديقة الروائح واللّمس"، وهي حديقة مُربّعة تمتدّ على مساحة 3 آلاف متر، وتستهدفُ الزوّار ذوي البصر الضّعيف والجالسين على الكراسي المُتحرّكة.
تفوح في هذا الجزء روائح الزّهور والنّباتات العطِرة، ويُشجّع الزّوار بشدّة على لمس النّباتات واكتشافها عبر حواسهم!
ستزورون الحديقة قريبًا؟
بعد أن رأينا أنّ حديقة برلين النّباتيّة تُناسب السُيّاح من جميع الميول، لا شكّ أنّكُم وجدتُم فيها ما يجذب اهتمامكُم، لذا نعتقد أنّ هذه المعلومات ستُفيدكُم في زياراتكُم القادمة لها:
- تفتح الحديقة أبوابها يوميًا من التّاسعة صباحًا إلى السّابعة مساءً.
- تبلغ قيمة تذكرة الدّخول 6 يورو فقط، أمّا التّذكرة العائليّة فسعرُها 12 يورو.
- إنّ بعض البيوت الزّجاجيّة (الدّفيئات) مُغلقة بسبب إجراءات كورونا، أمّا المتحف فهو مُغلق حتّى عام 2022 بسبب أعمال التّحديث.
نشكُرُكم أعزّائنا القرّاء على مُطالعة هذا المقال. هل جذبكُم عالم النّباتات هذا؟ وهل أعجبكُم فكرة إقامة الحفلات والسّهرات فيه؟ أخبرونا آراءكُم في خانة التّعليقات!
شاركوا المقال
كيف وجدتم مقالنا؟