تعرّفوا على مسجد إيرانيّ فائق الجمال أتى بألوانه وتصاميمه من أرض الخيال

شاركوا المقال

هل تودّون تجربة شعور المشي داخل قوس قزح؟ تجربة مليئة بالفنّ والعبادة تنتظرُكم في هذا المسجد الإيرانيّ.

عندما نتحدّث عادةً عن الهندسة المعماريّة التّاريخيّة، فإنّنا نتخيّل مُباشرة الأقواس الثّابتة والأبراج الشّاهقة والمنحوتات والجدران الحجريّة، ولكنّ مُعظمنا لا يتخيّل الألوان المُبهجة والنّابضة بالحياة.

معلمنا السياحيّ اليوم هو استثناء صارخ لفكرة أنّ الهياكل التّاريخيّة تفتقرُ إلى الألوان والفرحة.

ففي مدينة شيراز الإيرانيّة، وهي مدينة تشتهر بالشّعر والفنّ والحرف اليدويّة والتّاريخ الثّريّ، نجدُ مسجدًا فارسيًّا قد يبدو عاديًّا للوهلة الأولى. ولكنّ مقالنا اليوم سيُخبركُم عن السّبب الّذي جعله أحد أجمل المَساجد في العالم! فلنبدأ رحلتنا الافتراضيّة إلى مسجد "نصير الملك" في إيران...

مسجد نصير الملك في إيران
مسجد نصير الملك في إيران

ما هو مسجد "نصیر الملك" أو "المسجد الوردي"؟

إنّ مسجد نصير الملك هو مسجد تقليديّ في مدينة شيراز جنوبَ إيران، وهو أحد أجمل المساجد التّاريخيّة في البلاد، لا بل في العالم.

من المعروف عن مسجد نصير الملك كونه قطعة فنّيّة معماريّة أنيقة تعود بتاريخها إلى القرن التّاسع عشر، ما جعلها أحد أكثر الأماكن تصويرًا في جنوب إيران.

أُطلق على هذا المسجد اسم "المسجد الورديّ" بسبب استخدام البلاط الورديّ في بنائه، فنَتَج عن ذلك تَوهّج ورديّ دافئ.

سُجّل مسجد نصير الملك كواحد من مواقع التّراث الوطنيّ في إيران، ويجذب سنويًّا الكثير من السُيّاح من مُحبّي الفنّ والعمارة الإسلاميّة.

بالإضافة إلى تسمية "المسجد الورديّ"، تُطلق على هذا المسجد السّاحر أسماءٌ عديدة أخرى، كـ"مسجد الألوان" و"مسجد قوس قزح". ولا شكّ أنّ لهذه التّسميات سبب وجيه. دعونا نشارككم إيّاه في هذا المقال!

كم استغرَق بناء المسجد؟

في ظلّ حُكم شاهٍ قاجاريّ فارسيّ يُدعى "ميرزا حسن علي ناصر الملك"،  بدأ بناء المسجد الورديّ في عام 1876، ولكنّ إتمام هذه العمليّة استغرَقَ 12 عامًا ليكتمل في عام 1888.

صمّم مسجد "نصير الملك" الرّائع مُهندِسان مُحترفان، وأُطلق عليه اسم الحاكم الّذي أمرَ ببنائه.

وفي يومنا هذا، يُمثّل المسجد الفنّ الإسلاميّ والعمارة والهندسة الفارسيّة الفخمة، وغيرها من الفنون والأنماط الّتي ازدهرَت في العصر الإسلاميّ الذهبيّ.

تهتمّ بالمسجد اليوم مؤسسة أوقاف نصير الملك، وهي تُركّز الآن على ترميم النّصب التّذكاريّ وحمايته وصيانته.

المسجد الأكثر ألوانًا في العالم!

عندما تنتشر أشعّة الشّمس كل فجرٍ على مسجد نصير الملك، ينعكس النّور على زُجاج النّوافذ المُلوّنة بالورديّ والأصفر والأزرق والأخضر والأحمر.

يجلب شروق الشّمس الحياة إلى المسجد كلّ يوم وتتراقص فيه الألوان على مدار ساعات النّهار مثل الدّراويش.

وعندما تلتقي هذه الأضواء مع باقي عناصر المسجد، يكتملُ المشهد! إذ تُغطّي أرجاء المسجد الآلاف من قطع البلاط المطليّ والسجّاد الفارسيّ الفخم المُزخرف، فيتحوّل الدّاخل إلى أرض عجائب مُبهرة من الأنماط والألوان الزّاهية.

وفي حين أنّ النّوافذ الزّجاجيّة المُلوّنة هي أبرز ما يُميّز هذا المسجد، لا ينبغي نسيان التّفاصيل الصّغيرة.

يحتوي المسجد على عناصر رائعة من العمارة التّقليديّة الإسلاميّة، مثل أقواس المسجد وقبّته المُزخرفة، والأعمدة السّبعة الحجريّة المنحوتة ونافورة الوضوء المركزيّة، كما أنّ قاعة الصّلاة الشّرقيّة مُزيّنة بآيات قُرآنيّة وبلاط ذو تصاميم على شكل أزهار. 

عرض الألوان الخياليّ في انتظاركُم

إنّ تجربة التجوّل في مسجد "نصير الملك" يُمكن أن تُختصر بعبارة واحدة "المشي داخل قوس قُزح"!

ففي هذا المسجد ستعيشون تجربة قيّمة عنوانُها البساطة، فكلّ ما هو مطلوب منكُم هو التجوّل في أرجاء المسجد، أو الجلوس في قاعاته ومُشاهدة دخول الضّوء وتداخله بألوان الزُّجاج بصمتٍ وهدوء.

من المُؤكّد أنّ الألوان والأنماط تُضيف لمسة فنّيّة إلى المكان، ولكنّ مُصمّميه حرصوا على تخصيص مساحة مُقدّسة للصّلاة. والجيّد أنّ المَسجد ليسَ محصورًا بالنّشاطات السياحيّة، بل يُمكنكُم العبادة فيه داخل جوّ من الرّهبة المُقدّسة.

لعلّ أجمل شعور يمنحُه هذا المسجد هو جَمعه بين الرّوحانيّة والفنّ. فحتّى لو كُنتم أشخاصًا غير مُتديّنين، لا يسعُكم سوى ترك أيديكُم تتّحدُ لقراءة صلاةٍ أو ذكرٍ ما، تحت تأثير تألّق النّور المُنعكس في الألوان.

بالإضافة إلى تجربتكُم هذه، تستطيعون بلا شكّ التقاط صورٍ مُذهلة للعمارة والأضواء والفُسيفساء، والمرور على معرِض صغير داخل المسجد.

إيران هي وجهتي القادمة! ماذا عليّ أن أعرف؟

لتسهيل زيارتكُم القادمة، سنقُدّم لكم بعض المعلومات الّتي يجبُ أن تعرفوها قبل التّوجّه إلى مدينة شيراز ومن ثمّ مسجد نصير الملك:

  1. يُمكنكم الوصول إلى مدينة شيراز بالحافلة أو القطار، أو بالطّائرة إذا كُنتم قادمين من مُدن إيران الكُبرى.
  2. إنّ أفضل وقت لزيارة المسجد هو الصّباح الباكر، فحينئذٍ تكون أشّعة الشّمس قد انعكست على الزّجاج المُلوّن وكوّنت مشهدًا يخطف الأنفاس.
  3. تختلف مواعيد فتح المسجد وإغلاق أبوابه باختلاف الموسم السّياحيّ، فتأكّدوا منها قبل التوجّه إلى المسجد.

شكرًا على مُتابعتكم مقالات شنطة سفر! هل تشجّعتم للسّفر إلى إيران والتنعّم بجمال هذا المسجد المُلوّن؟ لا تتردّدوا في مُشاركتنا آرائكم القيّمة في التّعليقات.

شاركوا المقال

كيف وجدتم مقالنا؟

[WPAC_LIKE_SYSTEM]

أكثر المقالات قراءة